بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
القضية الفلسطينية بلاد الشام عبر التاريخ
صفحة 1 من اصل 1
القضية الفلسطينية بلاد الشام عبر التاريخ
القضيـة الفلسطينيـة بلاد الشام عبر التاريخ
بيت المقدس هي عاصمة الشام منذ زمن لا يعلمه إلا الله عز وجل ، وهي الأرض التي وصفها الخالق عز وجل : بالمباركة ، في قوله تعالى :(( و نجيناه و لوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )) .
يقول الإمام القرطبي : (( الأرض ؛ أرض الشام ، وقال ابن عباس : وقيل لها مباركة لكثرة خصبها و ثمارها و أنهارها ، و لأنها معادن الأنبياء ، وقيل : بيت المقدس لأن منها بعث الله أكثر الأنبياء )) .
وبيت المقدس تضم موضعاً من المواضع التي لا تشد الرحال إلا إليها ، هذا الموضع هو المسجد الأقصى ، الذي بارك الله حوله ، يقول الله تعالى : (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير )) .
وقد ورد في تفسير هذه الآية : (( باركنا حوله )) : قيل بالثمار و بمجاري الأنهار ، وقيل : بمن دفن حوله من الأنبياء و الصالحين ، وبهذا جعله مقدساً .
وروى معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( يقول الله تعالى : ياشام أنت صفوتي من بلادي ، وأنا سائق إليه صفوتي من عبادي )) .
وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع على الأرض قال : (( المسجد الحرام )) . قلت :ثم أي ؟ قال : (( المسجد الأقصى )) . قلت : كم بينهما ؟ قال : (( أربعون عاماً ، ثم الأرض لك مسجد ، فحيثما أدركتك الصلاة فصل )) .
كما أخرج النسائي بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن سليمان بن داود عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالاً ثلاثة : حكماً يصادف حكمه فأوتيه ، و سأل الله عز وجل ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه ، وسأل الله عز وجل ، حين فرغ من بناء المسجد ، ألا يأتيه أحد ، لا ينهزه إلا الصلاة فيه ، أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه فأوتيه )) .
فجاء إشكال بين الحديثين ، لأن بين إبراهيم و سليمان آماداً طويلة . قال أهل التواريخ : أكثر من ألف سنة فقيل : إن إبراهيم و سليمان عليهما السلام إنما جددواً ما كان أسسه غيرهما .
وقد روي أن أول من بنى البيت آدم عليه السلام ، فيجوز أن يكون غيره من ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاماً ، ويجوز أن تكون الملائكة أيضاً بنته بعد بنائها البيت بإذن الله ، و كل محتمل ، والله أعلم )).
و أورد الإمام ابن حجر قول ابن الجوزي : (( وجوابه أن الإشارة إلى أول البناء ، و وضع أساس المسجد ، وليس إبراهيم أول من بنى الكعبة ، ولا سليمان أول من بنى بيت المقدس ، فقد روينا ان أول من بنى الكعبة آدم ، ثم انتشر ولده في الأرض ، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس ، ثم بنى إيراهيم الكعبة بنص القرآن ، وكذا قال القرطبي : أن الحديث لا يدل على أن إبراهيم و سليمان لما بنيا المسجدين ابتدا وضعهما لهما ، بل ذلك تجديد لما كان أسسه غيرهما )) . ويضيف الإمام ابن حجر : (( وقد وجدت ما يشهد له و يؤيد قول من قال : إن آدم هو الذي أسس كلا من المسجدين )) .
وعلى هذه الأرض المباركة ، وهب الله إبراهيم عليه السلام ، ذرية مسلمة صالحة طيبة ، كانت تحكم حياتها ، و حياة المجتمع الشاميّ بالمنهج الإسلاميّ الربانيّ : (( ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين )) ( أي :وكلاً من إبراهيم و إسحاق و يعقوب جعلناه صالحاً عاملاً بطاعة الله) .((وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا )) ( أي : رؤساء يقتدى بهم في الخيرات و أعمال الطاعات ، و معنى بأمرنا : أي بما أنزلنا عليهم من الوحي و الأمر و النهي ، فكأنه قال : يهدون بكتابنا . وقيل : المعنى يهدون الناس إلى ديننا بأمرنا إياهم بإرشاد الخلق ، و دعائهم إلى التوحيد ) .(( و أوحينا إليهم فعل الخيرات )) ( أي :أن يفعلوا الطاعات ) .(( و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و كانوا لنا عابدين )) ( أي :مطيعين ) .(( ولوطاً آتيناه حكماً و علماً )) ( و الحكم : النبوة ، والعلم : المعرفة بأمر الدين و ما يقع به الحكم بين الخصوم ) .(( و نجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث )) ( يريد : سدوم . قال ابن عباس : كانت سبع قرى قلب جبريل عليه السلام ستة و أبقى واحدة للوط و عياله ، وهي زغر التي فيها الثمر من كورة فلسطين إلى حد الشراة ، ولها قرى كثيرة إلى حد نجد و الحجاز ) .(( إنهم كانوا قوم سوء فاسقين )) ( أي: خارجين عن طاعة الله ).(( و أدخلناه في رحمتنا )) ( أي :النبوة ، وقيل : في الإسلام ) .(( إنه من الصالحين )) .
وحينما كان الإسلام يحكم حياة الأمم و الشعوب التي كانت تعيش على الأرض المباركة كان هنالك أئمة مسلمون نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر إبراهيم عليه السلام .
يقول الله تعالى : (( و إذ ابتلى إبراهيم ربُّهُ بكلمات فأتمَّهُنَّ ، قال : إني جاعِلُكَ للناس إماماً قال : ومن ذُريَّتي ؟ قال : لا ينال عهدي الظالمين )) .
ونذكر منهم لوطاً عليه السلام ، الذي بعث على جزء من هذه الأرض المباركة ، وكان يدعو إلى الإسلام : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين . فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )) .
وعلى هذه الأرض المباركة رُزق إبراهيمُ عليه السلام بإسحاق ، ومن وراء إسحاق يعقوب عليهم السلام ، قال الله عز وجل : (( و وهبنا له إسحاق و يعقوب نافِلة ، وكُلاُ جعلنا صالحين ، وجعلناهم أئِمةً يهدون بأمرناوأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقامَ الصلاة و إيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين )) .
وعلى هذه الأرض المباركة رزق يعقوب ( إسرائيل ) بأبنائه الاثنى عشرَ ( ومنهم الأسباط ) الذين كان من بينهم أئمة و حكام على بيت المقدس .
وهذا يعني أن بيت المقدس كانت محكومة بنظام الإسلام ، الذي يقوم على تنفيذه أئمة و حكام مسلمون .
كتاب:((الطريق إلى بيت المقدس .. القضية الفلسطينية ))(1/9-13)
بيت المقدس هي عاصمة الشام منذ زمن لا يعلمه إلا الله عز وجل ، وهي الأرض التي وصفها الخالق عز وجل : بالمباركة ، في قوله تعالى :(( و نجيناه و لوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )) .
يقول الإمام القرطبي : (( الأرض ؛ أرض الشام ، وقال ابن عباس : وقيل لها مباركة لكثرة خصبها و ثمارها و أنهارها ، و لأنها معادن الأنبياء ، وقيل : بيت المقدس لأن منها بعث الله أكثر الأنبياء )) .
وبيت المقدس تضم موضعاً من المواضع التي لا تشد الرحال إلا إليها ، هذا الموضع هو المسجد الأقصى ، الذي بارك الله حوله ، يقول الله تعالى : (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير )) .
وقد ورد في تفسير هذه الآية : (( باركنا حوله )) : قيل بالثمار و بمجاري الأنهار ، وقيل : بمن دفن حوله من الأنبياء و الصالحين ، وبهذا جعله مقدساً .
وروى معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( يقول الله تعالى : ياشام أنت صفوتي من بلادي ، وأنا سائق إليه صفوتي من عبادي )) .
وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع على الأرض قال : (( المسجد الحرام )) . قلت :ثم أي ؟ قال : (( المسجد الأقصى )) . قلت : كم بينهما ؟ قال : (( أربعون عاماً ، ثم الأرض لك مسجد ، فحيثما أدركتك الصلاة فصل )) .
كما أخرج النسائي بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن سليمان بن داود عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالاً ثلاثة : حكماً يصادف حكمه فأوتيه ، و سأل الله عز وجل ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه ، وسأل الله عز وجل ، حين فرغ من بناء المسجد ، ألا يأتيه أحد ، لا ينهزه إلا الصلاة فيه ، أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه فأوتيه )) .
فجاء إشكال بين الحديثين ، لأن بين إبراهيم و سليمان آماداً طويلة . قال أهل التواريخ : أكثر من ألف سنة فقيل : إن إبراهيم و سليمان عليهما السلام إنما جددواً ما كان أسسه غيرهما .
وقد روي أن أول من بنى البيت آدم عليه السلام ، فيجوز أن يكون غيره من ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاماً ، ويجوز أن تكون الملائكة أيضاً بنته بعد بنائها البيت بإذن الله ، و كل محتمل ، والله أعلم )).
و أورد الإمام ابن حجر قول ابن الجوزي : (( وجوابه أن الإشارة إلى أول البناء ، و وضع أساس المسجد ، وليس إبراهيم أول من بنى الكعبة ، ولا سليمان أول من بنى بيت المقدس ، فقد روينا ان أول من بنى الكعبة آدم ، ثم انتشر ولده في الأرض ، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس ، ثم بنى إيراهيم الكعبة بنص القرآن ، وكذا قال القرطبي : أن الحديث لا يدل على أن إبراهيم و سليمان لما بنيا المسجدين ابتدا وضعهما لهما ، بل ذلك تجديد لما كان أسسه غيرهما )) . ويضيف الإمام ابن حجر : (( وقد وجدت ما يشهد له و يؤيد قول من قال : إن آدم هو الذي أسس كلا من المسجدين )) .
وعلى هذه الأرض المباركة ، وهب الله إبراهيم عليه السلام ، ذرية مسلمة صالحة طيبة ، كانت تحكم حياتها ، و حياة المجتمع الشاميّ بالمنهج الإسلاميّ الربانيّ : (( ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين )) ( أي :وكلاً من إبراهيم و إسحاق و يعقوب جعلناه صالحاً عاملاً بطاعة الله) .((وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا )) ( أي : رؤساء يقتدى بهم في الخيرات و أعمال الطاعات ، و معنى بأمرنا : أي بما أنزلنا عليهم من الوحي و الأمر و النهي ، فكأنه قال : يهدون بكتابنا . وقيل : المعنى يهدون الناس إلى ديننا بأمرنا إياهم بإرشاد الخلق ، و دعائهم إلى التوحيد ) .(( و أوحينا إليهم فعل الخيرات )) ( أي :أن يفعلوا الطاعات ) .(( و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و كانوا لنا عابدين )) ( أي :مطيعين ) .(( ولوطاً آتيناه حكماً و علماً )) ( و الحكم : النبوة ، والعلم : المعرفة بأمر الدين و ما يقع به الحكم بين الخصوم ) .(( و نجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث )) ( يريد : سدوم . قال ابن عباس : كانت سبع قرى قلب جبريل عليه السلام ستة و أبقى واحدة للوط و عياله ، وهي زغر التي فيها الثمر من كورة فلسطين إلى حد الشراة ، ولها قرى كثيرة إلى حد نجد و الحجاز ) .(( إنهم كانوا قوم سوء فاسقين )) ( أي: خارجين عن طاعة الله ).(( و أدخلناه في رحمتنا )) ( أي :النبوة ، وقيل : في الإسلام ) .(( إنه من الصالحين )) .
وحينما كان الإسلام يحكم حياة الأمم و الشعوب التي كانت تعيش على الأرض المباركة كان هنالك أئمة مسلمون نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر إبراهيم عليه السلام .
يقول الله تعالى : (( و إذ ابتلى إبراهيم ربُّهُ بكلمات فأتمَّهُنَّ ، قال : إني جاعِلُكَ للناس إماماً قال : ومن ذُريَّتي ؟ قال : لا ينال عهدي الظالمين )) .
ونذكر منهم لوطاً عليه السلام ، الذي بعث على جزء من هذه الأرض المباركة ، وكان يدعو إلى الإسلام : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين . فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )) .
وعلى هذه الأرض المباركة رُزق إبراهيمُ عليه السلام بإسحاق ، ومن وراء إسحاق يعقوب عليهم السلام ، قال الله عز وجل : (( و وهبنا له إسحاق و يعقوب نافِلة ، وكُلاُ جعلنا صالحين ، وجعلناهم أئِمةً يهدون بأمرناوأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقامَ الصلاة و إيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين )) .
وعلى هذه الأرض المباركة رزق يعقوب ( إسرائيل ) بأبنائه الاثنى عشرَ ( ومنهم الأسباط ) الذين كان من بينهم أئمة و حكام على بيت المقدس .
وهذا يعني أن بيت المقدس كانت محكومة بنظام الإسلام ، الذي يقوم على تنفيذه أئمة و حكام مسلمون .
كتاب:((الطريق إلى بيت المقدس .. القضية الفلسطينية ))(1/9-13)
عدل سابقا من قبل Admin في الأحد 6 ديسمبر - 16:48 عدل 1 مرات (السبب : تغير العنوان)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 5 نوفمبر - 22:34 من طرف فايز سليمان
» هذا البيان لاثبات من يقوم بقصف اليرموك
الإثنين 5 نوفمبر - 22:32 من طرف فايز سليمان
» رفضًا لتصريحات محمود عبّاس
الأحد 4 نوفمبر - 12:13 من طرف سالي
» من قام بحادث رفح
الجمعة 2 نوفمبر - 0:06 من طرف فايز سليمان
» الجزء الثاني
الخميس 1 نوفمبر - 15:50 من طرف فايز سليمان
» هل تتذكرون
الخميس 1 نوفمبر - 15:36 من طرف فايز سليمان
» الفرقان الحق ( بدلاً عن القرأن )
الخميس 1 نوفمبر - 15:34 من طرف فايز سليمان
» خواني واخواتي
الخميس 1 نوفمبر - 15:31 من طرف فايز سليمان
» نقلا عن الأسبوع المصرية
الخميس 1 نوفمبر - 15:29 من طرف فايز سليمان