القادمون من المريخ
بقلوب ملؤها المحبة وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لك أهلا وسهلا زائرنا الكريم
اهلا بك بقلوبنا قبل حروفنا بكل سعادة وبكل عزة

ندعوك للتسجيل اذا احببت الانضمام لاسرتنا والمشاركة معنا
ولا تبخل علينا بمشاركاتك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

القادمون من المريخ
بقلوب ملؤها المحبة وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لك أهلا وسهلا زائرنا الكريم
اهلا بك بقلوبنا قبل حروفنا بكل سعادة وبكل عزة

ندعوك للتسجيل اذا احببت الانضمام لاسرتنا والمشاركة معنا
ولا تبخل علينا بمشاركاتك
القادمون من المريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» رام الله - وطن للأنباء - يوسف الشايب
الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء I_icon_minitimeالإثنين 5 نوفمبر - 22:34 من طرف فايز سليمان

» هذا البيان لاثبات من يقوم بقصف اليرموك
الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء I_icon_minitimeالإثنين 5 نوفمبر - 22:32 من طرف فايز سليمان

» رفضًا لتصريحات محمود عبّاس
الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء I_icon_minitimeالأحد 4 نوفمبر - 12:13 من طرف سالي

» من قام بحادث رفح
الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء I_icon_minitimeالجمعة 2 نوفمبر - 0:06 من طرف فايز سليمان

» الجزء الثاني
الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء I_icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 15:50 من طرف فايز سليمان

» هل تتذكرون
الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء I_icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 15:36 من طرف فايز سليمان

» الفرقان الحق ( بدلاً عن القرأن )
الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء I_icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 15:34 من طرف فايز سليمان

» خواني واخواتي
الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء I_icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 15:31 من طرف فايز سليمان

» نقلا عن الأسبوع المصرية
الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء I_icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 15:29 من طرف فايز سليمان

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
تصويت

الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء

اذهب الى الأسفل

الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء Empty الجزء السابع خلاصة تفسير ايات الاسراء

مُساهمة من طرف فايز سليمان الأحد 13 ديسمبر - 23:15

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

خلاصة تفسير آيات الاسراء

نحن نعيش في مرحلة تاريخية، قبل قيام الساعة، اخبرت عنها آيات من القران واحاديث صحيحة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهذه المرحلة سلسلة من العذاب الذي سلطه الله على اليهود منذ ان غضب الله عليهم حينما قتلوا الانبياء وعصوا الرسل وقال الله فيهم: (واذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب) (167: الاعراف). والآيات الخاصة بشأن هذه المرحلة التي نعيشها وردت في سورة الاسراء، وخلاصتها تتمثل في النقاط التالية:
1) سورة الاسراء تتحدث عن علاقة اليهود بالمسلمين.
2) سمي المسجد الاقصى «مسجدا» ليلة الاسراء.
3) نقل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة الاسراء من مكة الى القدس ليكرس المسجد الاقصى مسجداً وليصعد من ساحاته الى السماوات العلا الى سدرة المنتهى.
4) تتحدث آيات الاسراء عن علوين وفسادين قضى الله بهما على بني اسرائيل في الكتاب.
5) المفسرون القدامى اخذوا يبحثون عن العلويين والفسادين والتدميرين في التاريخ الذي سبق نزول القران. واليهود عذبوا قبل الاسلام وعذبوا بعد الاسلام وسيستمر العذاب فيهم الى قيام الساعة بنص الآية. اذن ليس هناك من داع للبحث عن عذاب اليهود التي أشارت اليها آيات الاسراء في التاريخ ما دام السياق في الايتين يشير الى ان المرتدين بعد نزول القران وليس قبله، للأسباب الآتية:
أ- يقول الله تعالى (4-5: الاسراء): (وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا. فاذا جاء وعد اولاهما) فكلمة «اذا» شرطية لما يستقبل من الزمان ولا علاقة لما بعدها بما قبلها، و (اللام) في (لتفسدن) و (لتعلن) لام الاستقبال.
ب - يقول الله: (فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عباد لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا).
وكلمة (عباد) اذا أضيفت الى لفظ الجلالة فهي في موطن التشريف. ولا يوصف بها الا المؤمنون، ونبوخذ نصر كان وثنياً فلا يستحق هذا التشريف، وكذلك الرومان كانوا وثنيين فلا يستحقون هذا التشريف. يقول الله تعالى: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) (42:الحجر)… وهذا الوصف ينطبق على اصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذين قاتلوا في المدينة وفي خيبر وفي تيماء وفي المدينة، وهذه هي المرة الاولى التي تشير اليها الاية، واما المرة الثانية فيقول تعالى: (ثم رددنا لكم الكرة عليهم) (6: الاسراء)، والكره - لغة - الدولة والسلطة، فهل جعل الله لليهودسلطة على البابليين؟ لم يحدث هذا. هل يمكن ان يحدث الان او في المستقبل؟ يستحيل ذلك لأن البابليين قد انقرضوا، الذي حصل ان الله جعل الكرة لليهود على أبناء المسلمين الاوائل بعد أربعة عشر قرناً.
6) يقول الله تعالى: (وأمددناكم بأموال وبنين) (6: الاسراء) لم يحدث ان مد اليهود بأموال وبنين الا في هذه المرة التي نعيشها، فدولة اليهود تعيش على التبرعات التي تأتيها من الغرب الصليبي وعلى المهاجرين الذين يأتونها من الغرب الصليبي ومن الشرق الشيوعي.
7) يقول الله تعالى: (وجعلناكم اكثر نفيرا) (6: الاسراء)، حيث تمدهم بالعون العسكري اكبر دول الارض: امريكا ودول الحلف الاطلسي.
Cool يهدد الله اليهود بعد ان قامت لهم دولة انهم أحسنوا أحسنوا لانفسهم وان اساءوا فعليها، واليهود لايمكن ان يحسنوا، وإساءتهم متحققة، ولذلك فلا بد ان تزول دولتهم وتدمر.
9) فاذا جاء وعد المرة الثانية في تدمير علوهم فسيدخل المسلمون المسجد الاقصى كما دخله المسلمون اول مرة فاتحين وسيدمر علو اليهود المادي والمعنوي.
10) في اخر سورة الاسراء آية تتعلق بقضية علو اليهود الثاني وتدميرهم الثاني وهي قوله تعالى: (وقلنا من بعده لبني اسرائيل: اسكنوا الارض، فاذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا وبالحق انزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك الا مبشرا ونذيرا) فالاية تشير الى المسجد الاقصى كما دخله المسلمون اول مرة فاتحين، وسيدمر علو اليهود المادي والمعنوي… أي ان اليهود سيأتون في المرة الثانية الى هذه الديار جماعات، جماعات، كما هو حادث الآن، والآية تشير الى بشرى للمؤمنين وانذار للكافرين.

خلاصة تفسير آيات المائدة

1- تحدث الآيات عن ولاء بين اليهود والنصارى، والواقع التاريخي يشر الى ان العداوة بين اليهود والنصارى قائمة منذ ان اتهم النصارى اليهود بصلب المسيح حسب زعمهم، فلم توجد دولة نصرانية الا وعذبت اليهود، فكيف يمكن التوفيق بين الواقع التاريخي وبينما أشارت اليه آيات القران الاخرى من العداوة بين اليهود والنصارى كقوله تعالى: (يا أيها الذين امنوا كونوا انصار الله كما قال عيسى بن مريم للحوارين: من أنصاري الى الله، قال الحواريون: نحن انصار الله، فآمنت طائفة من بني اسرائيل {اصبحت نصرانية} وكفرت طائفة {بقيت على يهوديتها} فأيدنا الذين آمنوا {النصارى} على عدوهم {اليهود} فأصبحوا ظاهرين)(14: الصف).
2- بعض المفسرين حينما رأوا الواقع التاريخي والآيات الاخرى يشيران الى العداوة
بين اليهود والنصارى وليس الولاء، قالوا ان المراد لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارسى اولياء، بعضهم أولياء) (51: المائدة) ان كل فئة موالية لبعضها البعض، وليس الولاء بين اليهود والنصارى مجتمعين! وهذا قول مردود حيث ان آيات القران تشير الى عكس ذلك فيقول الله في الآية (14) من سورة المائدة: (ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة وسوف ينبؤهم الله بما كانوا يصنعون) وكذلك اليهود ليس بعضهم اولياء بعض، الله يقول: (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) (14: الحشر)، ويقول في الآية 64 من سورة المائدة: (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا، بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل اليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة) … والعداوة بين شقي اليهود الرئيسيين السفارديم والأشكناز مشهورة معروفة، وكذلك العداوة بين أحزابهم المختلفة غير خفية.
اذن تبين ان المراد بالولاء بين اليهود والنصارى ليس ولاء دائمياً وانما هو لفترة محدودة بدأت بأول القرن العشرين حيث تعاون اليهود والنصارى على عزل السلطان عبد الحميد، حينما رفض ان يعطي امتيازات لليهود في فلسطين، ثم جاءت بريطانيا النصرانية فاعطت وعد بلفور ثم جاءت عصبة الامم النصرانية فاعطت صك الانتداب على فلسطين لبريطانيا النصرانية ثم عينت بريطانيا النصرانية او مندوب سام لها في فلسطين - هربرت صموئيل - وهو يهودي وضع الأسس لقيام دولة يهودية في فلسطين لسنة القوانين والتشريعات وفرضه الضرائب الخ… ثم جاءت هيئة الامم النصرانية فأعطت قرار قيام دولة اليهود سنة 1947 (قرار التقسيم)، وفي سنة 1956 تعاونت جيوش يهودية ونصرانية - لأول مرة في التاريخ - في العدوان الثلاثي على مصر المسلمة. وفي الستينات قرر المجمع المسكوني للبطاركة الكاثوليك برئاسة البابا يوحنا الثالث والعشرين تبرئة اليهودية مندم المسيح، حسب زعمهم، وكذلك فعل سله البابا بولس السادس. وقد أخذ التعاون شكله الجلي الواضح بين اليهود والنصارى بقتال النصارى الموارنة مع اليهود في خندق واحد ضد المسلمين الفلسطينيين واللبنانيين في لبنان وتعاون احزاب «الكتائب» برئاسة بيار الجميل و «الوطنيين الاحرار» برئاسة كميل شمعون وميليشيات «الرهبنات اللبنانية» برئاسة الاب شربل قسيس مع اليهود، وبشكل علني، وكذلك انضمام فئة من الجيش اللبناني الماروني الى قوات اليهود في جنوب لبنان برئاسة الرائد الماروني النصراني سعد حداد، ثم اللواء انطوان لحد بشكل يقطع - جهيرة - كل داع الى القومية العربية المحركة من الاسلام حيث انهارت القوميات النظرية العلمانية والتي تدعو الى العروبة مع الاشتراكية والشيوعية.
4- تتحدث الايات على ان الذين يوالون اليهود والنصارى هم ضد امتهم وارتدوا عن الاسلام وأصبحوا من اليهود والنصارى.
5- تشير الايات الى ان هذه الفئات المرتدة التي تتعاون مع اليهود والنصارى ضد أمتها تكون عادة من أصحاب النفوذ والسلطان لان الله يصفها بالظلم والظلم والعدل يوصف به أصحاب النفوذ والسلطان عادة.
6- تتحول هذه الفئات المرتدة المتعاونة مع النصارى واليهود ضد أمتها الى فئات مريضة القلب ان منافقة فهي تظهر امام الامة بمظهر لايدل على حقيقتها وتظهر امام اليهود والنصارى بمظهرها الحقيقي.
7 - تسارع هذه الفئات المعاونة مع اليهود والنصارى فتبذل كل جهدها في ارضائهم فتنفذ كل ما يطلب منها، فهي تعمل بقوانين اليهود والنصارى وهي تقتل الحركات الاسلامية وهي تبيح كل ما حرم الله وهي تسلم الاوطان علها تبقى في السلطة.
8- اذا سألت هذه الفئات: لم تسارع في ارضاء اليهود والنصارى، اجابتك: لانها تخشى ان تصيبها داترة، فيهي تخشى على سلطانها ونفوذها وكراسيها من اليهود والنصارى… وفي هذا اشارة الى ان وقت تحقق معنى هذه الاية تكون السلطة في الأرض وخصوصاً في بلد المسلمين لليهود والنصارى مجتمعين.
9- حينما تصل هذه الصورة الى نهايتها وتأخذ حجمها الحقيقي يصيب الفئة المؤمنة نسبة ما من التغيير.
10- عندها يأخذ الله سبحانه وتعالى الامر بحكمته فيعالجه معالجة جذرية فيقول: (فعسى الله ان يأتي بالفتح او امر من عنده) (52: المائدة) والفتح هنا الفصل والحكم، فهو سيفصفل بين الفئة المؤمنة القليلة وبين اليهود والنصارى والمتعاونين معهم لأمر هو يعلمه.
11- ولقد بدأت بوادر هذا الامر تظهر في الانتفاضة العظيمة التي حدثت في ايران المسلمة والتي أطاحت بالعمود الفقري لدولة اليهود وللأنظمة المتحالفة معها. وظهر، قبل ذلك، في شباب الامة وشاباتها في اقبالهم نحو الاسلام.
12- سيندم كل من تعاون مع اليهود والنصارى ضد أمته في الحياة الدنيا قبل الاخرة كما ندم الشاه وأعوانه، كما سيندم الكثيرون يوم تمتد موجة الاسلام فتخلع كل باطل وتزلزل كل ظالم وتمحو السيء من الارض كما ندم السادات.
13- عندما يحدث ذلك ستتكشف حقائق مرعبة وأمور مذهلد وخفايا كثيرة لهؤلاء الذين يواجهون الامة بوجه وعدونا بوجه آخر حتى تستغرب الامة او الفئة التي خدعت: (أهولاء الذين أقسموا بالله جهد ايمانهم انهم لمعكم، حبطت اعمالهم فأصبحواخاسرين).
14- يحذر الله الامة من ان ترتد فتتبع اليهود والنصارى والذين فعلوا ذلك ويفعلون سيندمون على ما فعلوا فسوف يأتي الله بأحبابه. وأحباب الله هؤلاء هم الذين يخلفون المرتدين، وهم أذلة على المؤمنين، اغزة على الكافرين. والمرتدون اذلة على الكافرين أعزة على المؤمنين. والمرتدون لايريدون الجهاد، واحباب الله يجاهدون في سبيل الله، والمرتدون يقولون: نخشى ان تصيبنا دائرة، وأحباب الله لا تأخذهم في الله لومة لائم… هي صور متقابلة لقيادات المؤمنة وللقيادات المرتدة.
15- حينما يأتي احباب الله هؤلاء سيكونون موضع استغراب الناس كما حدث في ايران فلم يكن احد يتوقع الذي حدث بقيادة هذا العالم الجليل - الامام الخميني - الذي اقتلع الباطل من جذوره. فالله يجيب على هذا التساؤل والاستغراب: (ذلك فض الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) (54: المائدة).
16- يأمرنا الله بالا نوالي اليهود والنصارى، اذن نوالي من؟ يجيب الله سبحانه وتعالى: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) بعد ذلك يختم الله بالنصر الأكيد: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) (55- 56: المائدة).
فاذا ربطنا ايات الاسراء المتعلقة باليهود وآيات المائدة المتعلقة باليهود والنصارى وموالاتهم بالاحاديث الصحيحة التي وردت عن قتال اليهود، والتي رواها البخاري ومسلم، وجدنا ان النصر حتمي وان زوال دويلة اليهود حتمي كذلك. وهذا نص ما رواه مسلم: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله، ورائي يهودي فتعال فاقتله، الا الغرقد فان من شجر اليهود»… ورواية البخاري: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «تقاتلكم يهود فتسلطون عيلهم حتى يقول الحجر او الشجر: يا مسلم ورائي يهودي تعال فاقتله».
هذا كتاب الله ينطق بالحق وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، توضح الحق… ونحن اليوم في مرحلة من مراحل التغيير في الارض حيث ينخلع الرداء المزيف، نداء القوميات العلمانية والوطنيات الضيقة والماسونية الحاقدة والرأسمالية المستغلة والشيوعية الملحدة وعنعنات الجاهلية وسخافات الاقليمية، ونلبس رداءنا الذي فصله الله لناوالذي خرجنا به يوما الى الدنيا فكنا خير أمة أخرجت للناس يسوسنا كتاب ربنا وسنة نبينا، عواصمنا عاصمة ورواياتنا راية وجيوشنا جيش وحكامنا حاكم هو خليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في بطبيق الشرع.
تطل علينا أيام فيها الخير ولكنها ليست سلهة، حيث ان المعركة الاخيرة بيننا وبين اليهود في أرض الاسلام ستكون مريرة يشترك فيها المسلمون كل المسملين ولكن النصر فيها محتوم باذن الله: (ولينصرن الله من ينصره. ان الله لقوي عزيز) (40: الحج). ابشروا بيوم كيوم بدر ويوم القادسية ويوم اليرموك ويوم حطين: (ويقولون متى هو قل: عسى ان يكون قريبا) (51: الاسراء).
عوامل النصر التي تملكها الأمة:

بينت الايات والاحاديث التي شرحناها في هذا الكتاب ان دولة اسرائيل لن تدوم، وان زوالها حتمي، مهما حاول الكفر ان يطيل عمرها، او يعطيها ادوية مصطنعة ليستمر بقاؤها، ولكن هل تزول اسرائيل بالدعاء وحده، او بتفسير الايات وحدها، وببيان الاحاديث النبوية التي تبشر بزوالها؟ ان ذلك لا يقول به الاسلام، إذ لم يكتف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالدعاء على الكافرين، وانما جهز الجيوش وخاض المعارك وانتصر حينما كان اصحابه يتقيدون بالامر الرباني، وكان ينهزم اصحابه حينما يخالفون الامر كما حدث في (أحد) حينما خالف الرماة امر النبي، صلى الله عليه وسلم، مما فتح الثغرة وانكشف ظهر المسلمين، فتسبب ذلك في هزيمتهم، او حينما ينسون التوكل على ربهم ويعتمدون على قوتهم وحدها كماحدث يوم (حنين) اذ أصاب الجيش الاسلامي غرور بكثرة عدده فاعتبر ان النصر للكثرة ونسي ان النصر للكيف لا للكم، والكيف هنا (الايمان)، والايمان هو التوكل على الله وطلب النصر منه بعد اعداد العدة، لان المسلمين في تاريخهم الطويل ومعاركهم الحاسمة لم ينتصروا بكثرة عددهم ولا العدة. ففي (بدر) و (الخندق) و(فتح افريقية) و (فتح الاندلس) و (فتح الهند)… كان الجيش الاسلامي دائماً دون جيوش الكفار عدداً وعدة، وكانت جيوش الكفار تتفوق عليه باعداد متضاعفة ولكن النصر دائماً كان حليفهم لانهم كانوا مع الله.
واليوم والامة في معركة البقاء - كأمة لها مقومات متميزة وحضارة واضحد ورسالة هي المنقذة للبشرية - جاء عدوها لها بأعدائها اليهود، فغرسهم في قلبها في فترة غياب الاسلام عن المجتمع وعن الحكم في فترة الفرقة وتعدد الرايات والدويلات والامارات والمشيخات، في فترة سيادة الفكر العلماني بوجيهة الرأسمالي والاشتراكي، في فترة سيطرة احزاب الهزيمة وزعامات الخيانة الذين وثبوا الى الحكم بنهم وشراسة، وغرقوا في اللذة وهم في طغيانهم يعمهون، في فترة تثبيت الحدود وتعدد الجوازات وكثرة الاعلام والروايات… وكانت هذه الاحزاب وتلك الزعامات تظن ان الاسلام قد انحسر ولم يعد مؤثراً في الحياة، وانهم استطاعوا ان يحصروه، هم والكفار، في المساجد والزوايا والتكايا، و في الدروشة الفارغة وفي الصوفية المتطرفة الملحدة التي تتعدد فيها الآلهة… ظنوا انهم استطاعوا ان يحولوا الاسلام بهذه الفرق التي أنشأها الكفر في القديم والحديث كالفرق الباطنية بمختلف اسمائها ومسمياتها وكالقاديانية والبهائية والبابية، فنام الكفر ونامت الاحزاب الضالة، والزعامات المنحرفة، مطمئنة الى ان الامر قدانتهى! وفجأة، فاذا الاسلام يحرك النفوس من جديد واذا شباب الامة يصحون من غفوتهم ويستيقظون من سباتهم واذا هم متجهون الى الله، يملأون المساحد ويتدارسون القران ويطلقون اللحى ويتفقهون في دين الله. وخافت الاحزاب الكافرة والزعامات الفارغة من لحاهم فأصبح صاحب اللحية مطارداً في كثر من هذه الدويلات، ولكن هذه الاحزاب والزعامات تحس في فرارة نفسها انها مسلطة على الامة بالحديد والنار وان أجلها محتوم وان خلاص الامة منها قضاء مبرم، وان الامة تسير الدرب الى النصر وهي في طريقها تملك الامكانات الضخمة للنصر وللغلبة وللتخلص من دولة اليهود، من الفرقة، من أسباب الهزيمة، وأسباب النصر هذه اوجز بعضها كما يلي:
اولاً: (أ) تملك الامة عقيدد راسخة، وهي الايمان باله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره من الله تعالى، هذه العقيدة التي تربى عليها أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم جنود الاسلام عبر التاريخ، فانتصروا بها… هذه العقيدة التي تجعل النصر بيد الله: (وما النصر الا من عند الله، ان الله عزيز حكيم) (10: الانفال) هذه العقيدة التي تقرر ان الاجل محدود، فلا يموت الانسان الا بانتهاء اجله، لاتميته الحرب ولا المرض ولا تبقيه الصحة والنشاط: (فاذاجاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون) (34: الاعراف). فكم من مريض عاش سنوات طويلة حتى مل الحياة من مرضه ومله اهله، وكم من صحيح معافى مات ولايملك الاطباء الا ان يقولوا انها «سكتة القلبية»، وهي في الحقيقة انتهاء الأجل!
(ب) هذه القعيدة تجعل الشهادة في سبيل الله اسمى ما يطمح المسلم، لما أخبرت به الايات والاحاديث عن النعيم الذي يلقاه الشهيد في الجنة والحياة الكريمة التي يحياها بعد الموت: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الهل امواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، الا خوف عليهم ولاهم يحزنون) (169- 170: آل عمران) (يا ايها الذين امنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، ذلكم خير لكم ان كمنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جناب عدن ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها: نصر من الهل وفتح قريب، وبشر المؤمنين) (10-13: الصف).
والجهاد هو حياة الامة، ان تركته ذلت، وغزيت في عقر دارها والشهادة نعيم لايعدله نعيم، وقد ورد في حديث البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جعل الله للشهداء في الجنة مائة درجة، ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض، وان أوسطها الفردوس فاسألوا الله الفردوس».
ويغفر للشهيد بأول قطرة تنزل من دمه، كما ورد في الحديث: «ويغفر له جميع ذنوبه ما عدا حقوق العباد»، وقد خص الله شهيد البحر بميزة انه «يغفر له حتى حقوق العباد» كما ورد في الاحاديث.
فامة تملك هذه العقيدة لا تحرص على حياة الذل والهوان والمسكنة والاستسلام بالرضا بالامر الواقع والخنوع للعدو الكافر.
ثانياً: تملك الامة الطاقة التي تحرك الآلة في الأرض، فاذا منعت هذه الطاقة عن العدو ركع بين يديها يطلب رحمتها. وما أسخف اولئك الذين يقولون: ان البترول لا علاقة له بالسياسة، حتى يستمروا في فجورهم وانحلالهم، وحتى اصبح كثير منهم سبة في جبين الامة، يعطون عدوهم البترول ليقتلهم به في الطائرات التي يقدمها لليهود وفي المدافع والدبابات والسيارات والكهرباء وكل الآت الفتك. فهل رأيتم كيف يتصرف هؤلاء الناس في ثروة الامة في السلاح الفتاك التي اعطاها الله لهم. فوالله لو اتخذ اصحاب البترول من الثوريين والرجعيين قراراً بوقفه وقفة واحدة، ولمدة اسبوع فقط، ما بقيت دولة اليهود بعد هذا الاسبوع، ولكنه الحرص على الحياة وعلى المتع الرخيصة وعلى القصور والفجور مما عرف الناس ولا يعرفون، ومما سمعوا به ولا يسمعون، وأمتهم تموت كل يوم وعدونا يقتل اطفالنا ونساءنا ويعذب ثوارنا، ويدمر بنياننا… وصل الامر بانور السادات انه اعلن هو وزمرته انهم سيعطون البترول لليهود بعد ان قطعت الثورة الاسلامية في ايران الطاقة عن اسرائيل. والعقيدة التي أشرت اليها، تحرم بيع البترول للعدو لأن هذا ولاؤنا له.
ثالثا،: تملك الامة وسائل التحكم في النقد العالمي فلو كان حكامها على مستوى المسؤولية لأسقطوا الدولار - العملة الرئيسية في العالم - بقرار يتخذ الا يقبل الثمن البترول بالدولار، وان يكون هناك دينار اسلامي يدفع به ثمن البترول، اذ ان البترول في آسيا وافريقا ويملك المسلمون معظمه.
ولكن الوهن يسيطر على الفئات المنتفعة فتتشبث بالحياة وتكره الموت. وفي فترة من الفترات اعلنت السعودية انها لا تريد ان تأخذ ثمن ربع بترولها بالجنيه الاسترليني فسقط الجنيه في الاسواق العالمية خلال ساعات. فاضطر وزير المالية البريطاني ان يهرع الى الرياض ويقابل الملك فيص ويطلب منه انقاذ بريطانيا بتصريح واحد، يعلن فيه ان الجنيه سيبقى ساري المفعول في دفع ثمن ربع البترول. اما الان فقد أفقدوا البترول قيمته وأخرجوه نهائيا من المعركة خدمة للاستعمار.
رابعا: الامة تملك العدد الوفير فهي تملك اكثر من المليار من المسلمين منهم 150 مليونا من العرب… لكنها الكثرة التي عبر عنها رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة الى قصعتها، ولينزعن الله مهابتكم من قلوب عدوكم وليذفن في قلوبكم الوهن» قالوا: «وما الوهن يا رسول الله» قال: «حب الدنيا وكراهية الموت». قالو: «امن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟» قال: بل انتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء النسيل» ولكن هذا الغثاء بدأ يرسب الى القاع، وبدأ الجوهر يبرز على وجه الحياة في الامة في هذا الشاب المؤمن المتفتح القوي الذي بدأ يستهجن بالموت وبدأت رياح الخير تهب وستعصف بكل الفساد والفرقة والانحلال والضعف والهوان والوهن: (ويقولون: متى هو، قل: عسى ان يكون قريبا) (51: الاسراء).
خامساً: تملك الامة الارض الواسعة التي تمتد عبر ثلاث قارات، ولكنها ارض مجزأة، فلو توحدت لأعطت عمقاً استراتيجيا يقصر العدو عن بلوغ مداه، ففي العمق الجنوبي الغربي تمتد فلسطين الى الغرب الاقصى، ومن فلسطين الى السودان ونيجريا، وبقية دول أفريقيا المسلمة، وفي العمق الشرقي يمتد الى بحر الصين وحدود جبال هملايا، وتمتد في أوروبا الى استنابول عاصمة الخلافة، حيث المدينة فهي جزء أوروبي والاخر آسيوي.
هذه الامة بامكانياتها هذه، هل يعجزها اليهود؟ وما اليهود؟ لولا ان حدودهم محمية، فو الله لو دخلناها عليهم بأيدينا ما بقي منهم أحد. اننا سنقتلهم… بقدرهم جاءوا، فظلموا وبطشوا حتى يبرر الله لنا قتلهم: (وأقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) (191: البقرة).




ملحق
رد على فتوى شيخ الازهر
عبد الرحمن البيصار

استند شيخ الازهر عبد الرحمن البيصار الى الأشياء التالية.
أولاً: الآية (وان جنحوا للسلم فاجنح لها) (61: الانفال).
ثانياً: صلح الحديبية.
ثالثاً: عرض النبي، صلى الله عليه وسلم، على الانصار في ان يصالح قبيلة غطفان على ان يعطيهم ثلث ثمار المدينة مقابل انسحابهم من المعركة في غزوة الاحزاب.
رابعاً: ان السادات امام واجب الطاعة.
ولما كان للاستناد الى هذه الايات والاحاديث وعمل الرسول والقاعدة الفقهية هو تحريف للكلام عن موضعه، وتضليل للمسلمين، وكذب على الله وعلى رسوله وعلى المومنين، حيث يدخل هؤلاء عبد الرحمن البيصار شيخ الازهر، ومن سار على دربه، وعبد المنعم النمر وزير الاوقاف والازهر في مصر ومن سار على نهجه، هؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى في وصف احبار بني اسرائيل: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون: هذا من عند الله، ليشتروا به ثمناً قليلا، فويل بهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون).
وأنا لا أشك ان هولاء العلماء قد ضلوا، وهم يتبعون هوى الحاكم، فلو اعلن السادات حرمة الصلح مع اليهود لقدموا الادلة على عدم جواز الصلح، ولتمادوا في ارضائه كا فعلوا عندما حاول تبرير ردته، ولذلك هم خرجوا بهذا من الايمان بنص الحديث: «لايؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» والله يقول: (بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما، الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين، أيبتغون عندهم العزة، فان العزة لله جميعا، وقد نزل عليكم ي الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها، فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره، انكم اذا مثلهم، ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً) (138-140: النساء).
وهل هناك أعظم من الاستهزاء بايات الله من ان يصبح اليهود اعداء الله والمؤمنين بنص القران: (لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا لليهود والذين اشركوا) (82: المائدة): أصدقاء وأحباباً لأنور السادات وشيخ الازهر استهزاء بايات الله وكفرا بها. ولقد حدثني صديق يقدم رسالة الماجستير في القاهرة، وكانت الرسالة تتعلق بالدعوة الاسلامية، ان أحد اعضاء المناقشة للرسالة رفض ان يجيزها، لان فيها فصلا يتحدث عن جرائم بيغن، وقتله للنساء والاطفال في (دير ياسين)، فقال الاستاذ: «ان اليهود قد أصبحوا اصدقاءنا وبيغن هو صديقنا فلايجوز ان نهاجمه ويجب ان يحذف هذا الفصل من الرسالة»، ولكن الصديق اصر على بقائها ورفض الحذف، ولو أدى ذلك الى عدم نيل الشهادة.
وهكذا يعمل علماء السوء في خدمة الحكام المنحرفين والمرتدين ليشتروا بعلمهم هذا ثمنا قليلا من منصب او مال او جاه: (تريدون عرض الدينا والله يريد الاخرة).
ولنبدأ بمناقشة الادلة التي استند اليها المفتون في فتواهم، اولاً: الآية: (وان جنحوا للسلم فاجنح لها).
اخذ المفتون الاية عما قبلها وعما بعدها فبتروها بترا، فهم كمن يستدل على حرمة الصلاة بقوله تعالى: (فويل للمصلين)، تاركاً تكلمة الاية التي تقول: (الذين هم عن صلاتهم ساهون)(5: الماعون) فالآية تبدأ بقوله تعالى: (وأعدوا لهما ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم، لاتعلمونهم، الله يعلمهم، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم وانتم لاتظلمون) (60: الانفال).
فالاية تأمر المسلمين بالاعداد المادي للمعركة وان يعدوا ما يستطيعون الوصول اليه من سلاح لارهاب عدوهم وتخويفه ليحملوا الدعودة اليه فيعرضوا عليه الاسلام او الجزية او الحرب. فان رفض الاسلام ورفض دفع الجزية، كان لابد من القتال: (قاتلوا الذين لايومنون بالله ولا باليومن الاخر، ولايحرمون ما حرم الله ورسوله، ولايدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) (29: التوبة). والرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: «امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا الا اله الا الله وان محمداً رسوال الله»… فاذا رفضوا وجب القتال، فحينما ينتصر المسلمون ويغلبون، وهذا دأبهم حينما كانوا يحملون الدعوة، فاذا طلب عدوهم منهم في أثناء القتال انه يريد ان يسلم او ان يدفع الجزية فلا يصح القتال في هذه الحالة… ومن هنا جاء قو لالله تعالى: (وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) والدليل على صحة هذا القول يأتي ايضا من بقية الآية: (وان يريدوا ان يخدعوك {اي بطلب السلم} فان حسبك الله، هو الذي أيدك بنصره والمؤمنين) أي ان الله سيكفيك النتائج المترتبة على خداعهم ومكرهم، علماً بان بعض العلماء يقولون ان الاية منسوخة (وأنا من القائلين بعدم نسخها) والذي حدث ان اليهود لم يجنحوا للسلم، ولايقبل منهم ايضا ان جنحوا للسلم مع طلبهم البقاء في أرض فلسطين دولة، لايقبل منهم هذا الجنوح، لان فيه اقراراً للغاصب على غصبه وتسليماً لل.رض المباركة لأعداء الله. واقرار الغاصب لايجوز والمسلمون لم يخلقوا ليأكلوا ويشربوا وانماخلقوا للجهاد: (واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم) (7: الانفال) - للنصر او الشهادة - والله يقول: (وأقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوكم من حيث أخرجوكم) (191: البقرة). والله يحذر من الضعف والاستسلام، ويقول: (فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون، والله معكم، ولن يتركم اعمالكم) (35: محمد)… وبعد هذا البيان لهذه الآية يتضح الضلال الذي وقع فيه شيخ الازهر عبد الرحمن البيصار وعبد المنعم النمر وزير والاوقاف ومن سار على دربهما وقد لحق في ضلالهما في مصر المدعو (جاد الحق)، وهو قد تمرد على الحق في فتواه.
ثاثيا: استند المفتون في فتواهم الى صلح الحديبية، وصلح الحديبية، كما ورد في السير، كان النبي، صلى الله عليه وسلم، قد خرج باصحابه يريد العمرة، فاعترضتهم قريش حينما وصلوا الى اطراف مكة في الموضع الذي يسمى الحديبية ثم بدأت المفاوضات بين النبي، صلى الله عليه وسلم، وبين مندوب قريش سهيل بن عمرو. وانتهت المفاوضات بعقد معاهدة لمدة عشرة سنوات وهي (هدنة) وليست (صلحا)، على ان يرجع النبي، صلى الله عليه وسلم، في العام القادم فيعتمر، هو وأصحابه بعد ان تتخلى لهم قريش عن مكة ثلاثة أيام.
والفرق بين ما عمل السادات في (كامب ديفيد) وفي صلحه مع اليهود:
اولا: صلح (كامبد ديفيد) صلح دائمي غير مؤقت بوقت، وهذ الصلح لايجوز مع الكفار اصلا، كما نص على ذلك الفقهاء، وصلح الحديبية (هدنة) موقوتة لمدة عشر سنوات.
ثانياً: لم يتنازل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن أرض للكفار، اذ ان قريشاً كانت تملك مكة وهو أهلها. اما السادات فقد تنازل عن أرض الاسلام في فلسطين وتنازل عن السيادة في سيناء التي يحرم على جيش مصر ان يدخل اجزاء كبيرة منها، كما أعلن وزير دفاعهم (وايزمان) حينما خاطب السادات وقال له (لاتلجئني لأن اخر سيناء مرة ثالثة)، وهو بالفعل يستطيع اخذها في ساعة من الزمن، لأنه بمقتضى المعاهدة الجيش المصري ممنوع من دخول الاجزاء التي انسحب منها اليهود.
ثالثاً: (أ) اعترفت قريش بمقتضى صلح الحديبية، ولأول مرة، بدولة النبي، صلى الله عليه وسلم، التي أقامها في المدينة، اذ قبلت ان تعقد المعاهدة معها، اما الذي حدث في صلح السادات مع اليهود، فقد اعترف بهم، ولأول مرة يقرهم على غصبهم وطغيانهم وأخذهم بأرض الاسلام. هذا هو الصلح الذي استند اليه المفتون ليشروا به ثمنا قليلا.
(ب) استند المفتون في فتواهم الى ان النبي، صلى الله عليه وسلم، اراد ان يصالح قبيلة غطفان على ثل ثمار المدينة، حتى تنسحب من معركة الخندق وقد عرض النبي، صلى الله عليه وسلم، الامر على الانصار فرفضه الانصار وقالوا بعزة المؤمنين: «كنا ونحن واياهم في الجاهلية لانعطيهم من ثمارنا شيئاً الا قرى او بثمنه، فكيف نعطيهم وقد أعزنا الله بالاسلام» وكان هذا الامر امتحانا من رسول الله لايمانهم وقوة شكيمتهم ودعم الذين كانوا في أشد البأس والضرر. ومع ذلك فان النبي لم يعرض التنازل عن أرض المدينة لغطفان وانما عرض ان يتنازل عن ثلث ثمار المدينة لفترة محدودة.
رابعاً: (أ) استند المفتون في فتواهم الى ان السادات «امام واجب الطاعة»، وهنا يقل الامر الى الفتوى الى الهزال والتضليل الذي ليس بعده هزال وتضليل. فالامام الواجب الطاعة هو امام المؤمنين الذي اختاره المسلمون ليحكم بينهم بما أنزل الله، وليطبق عليهم شريعة الله… والاصل ان يكون امام المسملين واحداً. ولذلك يقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «اذا بويع لامامين فاقتلوا الاخر منهما» وفي سقيفة بني ساعدة حينما انتخب المهاجرون والانصار رضي الله عنهم أبا بكر، رضي الله عنه، عرض الانصار في انثاء النقاش: «منا امير ومنكم امير»، فقال: «لايجتمع سيفان في غمد واحد». والسادات لم تأت به الامة، وانما جاء بانقلاب دبر بليل صنعته ايدي امريكا من أجل هذا اليوم الذي تعيشه من الصلح مع اليهود، اذ ان هذا الانقلاب كانت مهمته ان يقضي على الحركة الاسلامية التي تعادي اليهود عقيدة، حتى تستمر دولة اليهود ويمشي صلحه معهم.
(ب) السادات لايحكم بما أنزل الله. فقوانينه تبيح الربا الزنا وتبيح الخمر وتبيح الميسر وتأكل اموال الناس بالباطل، ولاتقيم الحدود ولاتحكم بالقصاص. ومن كان هذا شأنه فطاعته غير واجبة.
(ج) السادات الغى الجهاد في معاهدته. والجهاد فرض من فرائض الاسلام وهو ذروة سنام هذا الدين، وهو ماض - لايتوقف - الى يوم القيامة. والرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: «الجهاد ماض الى يوم القيامة لايبطله عدل عادل ولاجور جائر». ومن الغي فرضية الجهاد فقد الغى الدعوة الاسلامية ومن أنكرها فقد كفر، كالقياديانية التي منعت حرب الانجليز من قبل، وجاء السادات ليمنع حرب اليهود. ويظن السادات لالغائه فرضية الجهاد ان وحي على هذه الامة، ولكن لم يعلم انه سيذهب ويبقى الجهاد. فهل تجب طاعة الحاكم الذي يلغي الجهاد - يا شيخ الازهر - وانت قد تعلمت في أبسط قواعد اصول الفقه ان لا اجتهاد في مورد النص!
ان الغاء الجهاد يعني ان يعيش شباب الامة في تفسخ جسمي وروحي وان تنهار روح المقاومة فيها، وان تفقد روح التحدي وان تصبح ارقاماً متكررة وأصفاراً متتابعة، يعيش في الدنيا بانحطاط، يستولي عليها عدوها، ويغرقها في الملذات ليقضي عليها بعد ذلك قضاءاً مبرما، وهي خير امة أخرجت للناس. سيتدارك الله الامة برحمته وستتخلص من امراضها واعدائها وزعانف الحكام فيها وأقزام الساسة لديها وستذهب احزاب الكفر وشعارات الضلال، وصدق الله: (ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فيسنفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون) (36: الانفال) … (والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لايعلمون) (21: يوسف).


عدل سابقا من قبل فايز سليمان في الجمعة 10 ديسمبر - 23:12 عدل 2 مرات (السبب : اضافة صورة)
فايز سليمان
فايز سليمان
Admin

عدد المساهمات : 446
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 20/11/2009
العمر : 72

https://almrikheon.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى