القادمون من المريخ
بقلوب ملؤها المحبة وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لك أهلا وسهلا زائرنا الكريم
اهلا بك بقلوبنا قبل حروفنا بكل سعادة وبكل عزة

ندعوك للتسجيل اذا احببت الانضمام لاسرتنا والمشاركة معنا
ولا تبخل علينا بمشاركاتك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

القادمون من المريخ
بقلوب ملؤها المحبة وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لك أهلا وسهلا زائرنا الكريم
اهلا بك بقلوبنا قبل حروفنا بكل سعادة وبكل عزة

ندعوك للتسجيل اذا احببت الانضمام لاسرتنا والمشاركة معنا
ولا تبخل علينا بمشاركاتك
القادمون من المريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» رام الله - وطن للأنباء - يوسف الشايب
قصة طارق الربعة I_icon_minitimeالإثنين 5 نوفمبر - 22:34 من طرف فايز سليمان

» هذا البيان لاثبات من يقوم بقصف اليرموك
قصة طارق الربعة I_icon_minitimeالإثنين 5 نوفمبر - 22:32 من طرف فايز سليمان

» رفضًا لتصريحات محمود عبّاس
قصة طارق الربعة I_icon_minitimeالأحد 4 نوفمبر - 12:13 من طرف سالي

» من قام بحادث رفح
قصة طارق الربعة I_icon_minitimeالجمعة 2 نوفمبر - 0:06 من طرف فايز سليمان

» الجزء الثاني
قصة طارق الربعة I_icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 15:50 من طرف فايز سليمان

» هل تتذكرون
قصة طارق الربعة I_icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 15:36 من طرف فايز سليمان

» الفرقان الحق ( بدلاً عن القرأن )
قصة طارق الربعة I_icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 15:34 من طرف فايز سليمان

» خواني واخواتي
قصة طارق الربعة I_icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 15:31 من طرف فايز سليمان

» نقلا عن الأسبوع المصرية
قصة طارق الربعة I_icon_minitimeالخميس 1 نوفمبر - 15:29 من طرف فايز سليمان

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
تصويت

قصة طارق الربعة

اذهب الى الأسفل

قصة طارق الربعة Empty قصة طارق الربعة

مُساهمة من طرف فايز سليمان السبت 25 ديسمبر - 17:29

قصة طارق الربعة Alfaris_net_1293287069


قصة طارق الربعة Alfaris_net_1293287138


طارق الربعه
ليس طارق الربعة كغيره من العملاء. تميّز عنهم بالكثير، بدءاً بطريقة التجنيد وطريقة التعامل معه، وصولاً إلى الأموال التي تقاضاها لقاء عمله مع الإسرائيليين. لكن أبرز ما فيه أنه حوّل شبكة الهاتف الخلوي في لبنان إلى خريطة سهلة القراءة بين أيدي الإسرائيليين. وفي ما يأتي، أبرز ما ورد في محاضر التحقيق التي أجرتها معه مديرية استخبارات الجيش.

مع طارق الربعة، لم تعد العلاقة بين الاستخبارات الإسرائيلية وعميلها تقتصر على اتصال هاتفي وتحديد إحداثيات موقع تابع للمقاومة أو تصوير جسر، بل تعدّتها إلى أبعد من ذلك بأشواط. وتروي صحيفة "الاخبار" اللبنانية ان الاستخبارات الإسرائيلية كانت ترسُم خططاً لشبكة الاتصالات، فيسعى طارق أقصى جهده لتنفيذها. وعند الحديث عن شبكة الاتصالات مع طارق الربعة، يعني ذلك أن المهندس اللامع يقترح على شركته تثبيت "عمود فقري" للشبكة الخلوية، وينال من الإدارة موافقة على تركيبه. أضف إلى ذلك أنه يتحكم في دفق الاتصالات، (من الضاحية الجنوبية مثلاً)، ليجبره على المرور عبر هذا العمود الجديد الذي طلبت الاستخبارات الإسرائيلية تركيبه في منطقة الحازمية.

ما تقدم ليس افتراضاً، بل حدث على أرض الواقع. كان ذلك في أيار 2009. كان ثمة موعد مسبق بين ضابط الاستخبارات الإسرائيلية "ليونيل مارتينيز" وطارق الربعة في فرنسا. اتصل الثاني بالأول، وأبلغه موعد السفر واسم الفندق الذي ينزل فيه. وصل طارق إلى فندقه الباريسي. بعد ساعات، وصلت سيارة أجرة أقله سائقها إلى فندق آخر. ومن الفندق الثاني، سائق آخر إلى فندق ثالث، حيث كان ليونيل ينتظر طارق، مع مهندس اتصالات. طرح الضابط على عميله تنفيذ "مشروع كبير في لبنان"، على أن تكون حصة طارق منه مبلغ 100 ألف دولار أميركي. سأل طارق عن تفاصيل المشروع، ففتح المهندس خريطة جوية للبنان. أظهر لطارق موقعاً في منطقة الحازمية، وبالتحديد في منطقة مار تقلا، طالباً منه زرع "عمود فقري" (back bone) فوق واحد من مباني هذه المنطقة. تحدث طارق والمهندس في التفاصيل التقنية للمشروع، فطلب الأخير أن تركّب أجهزة قديمة فوق هذا العمود الذي يجب أن يكون متصلاً بسنترال ليباتيل في ألفا وسنترال سن الفيل ونقطة ثالثة في موقع لم يحدده. قال طارق إن من الصعب عليه أن يجهّز العمود بمعدات قديمة، لكنّ المهندس أصرّ على ذلك، فوعده طارق خيراً.

عاد طارق إلى بيروت، وقصد منطقة مار تقلا. سعى جهده مع عدد من أصحاب المباني في المنطقة، إلا أنه جوبه بالرفض. أبلغ طارق مشغّليه بالنتيجة. إلا أن ذلك لم يحبط من عزيمته. وجد حلاً بديلاً. قصد المنطقة المحيطة بمدرسة "الكرمليت" (الحازمية، يبعد 800 متر عن الموقع الأول)، حيث عثر سريعاً على مالك يقبل تركيب العمود فوق مبناه.

هذا عام 2009. أما الطلب الأخير الذي سبق توقيف طارق (يوم 12/7/2010)، فكان البحث عن "عمود فقري" يمكن وصله "بموقع بثّ الهاتف الخلوي الذي يصل ضهر البيدر ببيروت، بهدف التنصّت على المكالمات في البقاع". لم يتمكن طارق من البدء بدراسة هذا المشروع، لأن ليونيل تقاعد. وقبل اللقاء ببديله، أوقفت استخبارات الجيش اللبناني شربل قزي (24/6/2010)، فخاف طارق أن يلقى المصير ذاته، ما دفعه إلى إتلاف أجهزة الاتصال بمشغليه، قبل أن يقبض الجيش عليه.
من هو طارق الربعة، وكيف جُنّد؟
وُلِد طارق في بيروت عام 1970. كان مجدّاً في تحصيله العلمي. في الثالثة والعشرين من عمره تخرّج من الجامعة العربية مهندساً للاتصالات. عقب تخرّجه، عمل في شركة إنتاج تلفزيوني، قبل الانتقال إلى شركة سيليس لتشغيل الشبكة الخلوية عام 1995. بعد خمس سنوات، تولّى مسؤولية القسم الذي يضع تصاميم شبكة "العمود الفقري" في شركة سيليس. وهذه الشبكة اسم على مسمّى. فهي التي تتلقى (وترسل) الاتصالات من (وإلى) محطات الإرسال، فضلاً عن الربط بين المحطات وسنترالات الشركة.
عام 2001، تلقّى طارق اتصالاً من خارج لبنان، من شخص عرّف عن نفسه بأنه يدعى ميشال مانيو. قال الأخير إنه مدير شركة توظيف يعمل لحساب شركات عالمية كبيرة، وإنه يريد توظيفه في شركة مهمة جداً. وختم مانيو المكالمة بالقول إن مديرة شؤون الموظفين في الشركة طالبة التوظيف ستتصل به للتحدث معه في التفاصيل. بعد مدة قصيرة، اتصلت به سيدة شرحت له أنها من شركة اتصالات فنلندية، وأنها تريد الاستعانة به في مجال تصميم الشبكات. وعدها طارق خيراً.
مرّت أيام قليلة، قبل أن يعاود مانيو الاتصال بطارق، داعياً إياه إلى قبرص، حيث سيلتقيان في فندق حجز له فيه غرفة. جرى ذلك قبل نهاية عام 2001. سافر طارق إلى لارنكا، ونزل في الفندق الذي حدّده مانيو. طلب الأخير منه الانتقال إلى فندق آخر بسيارة أجرة. التقيا في المكان المحدد، فسأل مانيو طارق عن طبيعة عمله في شركة سيليس، ثم عرّفه إلى مديره "ميغيل أيدو". عرّف الأخير طارق على شركته، ثم أجرى مقابلة توظيف معه. زوّده بالموقع الإلكتروني للشركة، ثم طلب منه إعداد دراسة عن نوع محدد من شبكات الاتصالات. أخذ طارق من الرجلين تكاليف إقامته في الفندق، وثمن تذكرة السفر. وعندما عاد إلى لبنان، صار يتباهى أمام أصدقائه بكونه سيتوظف في شركة مهمة في أوروبا. عمل بجدّ لإنجاز الدراسة التي كان يعطيها من وقته ساعتين كل يوم، مدة شهرين. ولما فرغ من إعدادها، بعث برسالة عبر بريده الإلكتروني إلى أيدو الذي طلب من طارق ملاقاته إلى فرنسا، محدداً له اسم الفندق الذي سينزل فيه.
نحن في عام 2002. سافر طارق إلى باريس. وفي اليوم التالي، أرسل له أيدو سيارة تاكسي أقلته إلى فندق غير الذي ينزل فيه. التقى بأيدو، وسلمه الدراسة، فأعطاه أيدو مقابلها مبلغ 1500 دولار، فضلاً عن تكاليف السفر والإقامة. عبّر طارق عن امتعاضه من ضآلة المبلغ الذي تقاضاه مقابل الدراسة، وقفل عائداً إلى بيروت.
راسله ميشال مانيو بعد أيام قائلاً إن أيدو بهر به وأعجب بعمله. فقال له طارق إنه لا يريد العمل في الشركة. أصرّوا على تجنيده، إذ عاود أيدو الاتصال به معتذراً، طالباً لقاءه في هولندا لحل سوء التفاهم الذ وقع في اللقاء السابق بشأن أتعاب طارق. حجز أيدو لطارق في فندق بالعاصمة الهولندية أمستردام التي قصدها الربعة أواخر عام 2002. تقابل مع "مديره" الذي أعطاه 5000 دولار أميركي لقاء الدراسة، واتفقا على التواصل الدائم. اللقاء التالي بينهما حصل في تايلاند. وكالعادة، حجز الفندق وتذكرة السفر على حساب أيدو. عندما التقيا، صعدا في باص عمومي، وصار أيدو يسأل طارق عن وضع شركة سيليس، مع التركيز على تفاصيل إضافية عن عمله، قبل أن يطرح عليه سؤالاً عن الصعوبات التي يواجهها والخلافات التي تدور داخل الشركة. ردّ طارق بأنه "مغبون ولا يحصل على ترقيات"، وأنه يريد ترك عمله، فأصرّ عليه أيدو أن يبقى فيها، ثم أعطاه مبلغ ألفي دولار أميركي، طالباً منه عدم إخبار أحد بأنهما يتقابلان.
حلف شمالي الأطلسي
لم يفهم طارق سبب هذا الطلب، إلا أن ذلك لم يدفعه إلى الارتياب إلى حدّ قطع العلاقة. وما يثير الاستغراب في إفادته التي أدلى بها أمام محقّقي استخبارات الجيش أنه لم يتوقف أبداً عن تكرار اللقاءات التي لم يطلب منه خلالها أيدو تنفيذ أي مهمات، ونقده خلالها مبالغ مالية لا بأس بها. وعلى سبيل المثال، استدعاه أيدو للقاء في تركيا عام 2003، ودفع له تكاليف السفر والإقامة، ثم أعطاه مبلغ ستة آلاف دولار. ويؤكد الربعة أن اللقاء اقتصر على "التنزّه"، وأنّهما لم يتحدثا في أمر جدّي سوى أن أيدو لمّح له إلى أنه يُخضع من يعملون معه لاختبار كشف الكذب.
في العام ذاته، التقيا في فرنسا. لكن هذه الرحلة كانت أكثر جديّة، إذ عرّفه خلالها أيدو على "ليونيل مارتينيز"، قائلاً إن الأخير هو مدقّق الحسابات في الشركة.
في العام التالي، حصل اللقاء في فرنسا، لكنه هذه المرة اقتصر على مارتينيز الذي أبلغ طارق أن أيدو قُتل في حادث دراجة نارية، وأنه هو (مارتينيز) من سيتولى التواصل معه. أكثر من عامين، ولم يشك طارق، حسب زعمه في إفادته. لكن هذا اللقاء لم يدع مجالاً للشك. اصطحبه مارتينيز إلى فندق حيث كان في انتظارهما فريق من عدة
أشخاص.
قال ليونيل لطارق إنه سيخضع لفحص على آلة كشف الكذب. وافق طارق، فسئل عمّا إذا كان قد أخبر أحداً عن لقاءاته بأيدو، وعمّا إذا كان يتعامل مع أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية أو مع المقاومة. في نهاية الاختبار، قال ليونيل لطارق: لقد رسبتَ. وللأسف، كنت أريدك أن تعمل معنا. نحن جهاز استخبارات حلف شمالي الأطلسي. لكنك فشلت، ولم نعد بحاجة إليك.
قبض طارق تكاليف السفر والإقامة، وعاد إلى بيروت. مجدداً، انقطع تواصله معهم، بحسب زعمه، إلى أن حان شهر آذار 2005. اتصل به ليونيل مارتينيز مجدداً، طالباً ملاقاته إلى العاصمة اليونانية أثينا. لبّى طارق الدعوة. وبعد وصوله إلى الفندق بخمس ساعات، أخبره بأنه سيرسل له سيارة أجرة.
الإجراءات ذاتها التي تنفذها الاستخبارات الإسرائيلية مع عملائها: من الفندق بسيارة تاكسي إلى فندق ثان، ومن الفندق الثاني بسيارة أجرة ثانية إلى فندق ثالث. تدابير تهدف في الدرجة الأولى إلى كشف الرصد والتعقّب.
كان اللقاء يهدف إلى إعادة إحياء العلاقة مع الربعة. سأله ليونيل، ومهندس كان معه، عن أحوال الشركة (ألفا التي حلّت مكان "سيليس")، وعن المناقصة التي تجريها لشراء أجهزة ومعدّات جديدة. أجاب طارق عن الأسئلة، مشيراً إلى أنه سيسعى جهده لترسو المناقصة على شركة "ألكاتيل". عقدت ثلاثة اجتماعات بين الطرفين، قبل أن يسلم ليونيل طارق مبلغ 10 آلاف دولار أميركي، محدّداً له موعداً للقاء لاحق في كوبنهاغن بعد شهرين، معرباً عن أمله أن يُحضر الربعة معه مزيداً من المعلومات.
في شهر آب 2005، التقى طارق بليونيل في العاصمة الدنمركية. إجراءات اللقاء الاعتيادية سبقت اصطحاب المشغّل عميلَه للقاء مديره في وكالة الاستخبارات. والأخير، رجل ستيني يستخدم اسم "باتريك انطونيلي". أراد ليونيل طمأنة طارق، طالباً منه بثّ ما يريد من شكوى إلى "مدير الوكالة".
أبدى طارق انزعاجه من اختبارات كشف الكذب، طالباً زيادة المخصصات المالية التي يتلقّاها. خفف باتريك من المشاعر السلبية لدى طارق، واعداً إياه خيراً بالنسبة إلى المخصّصات المالية، قائلاً له: "مستقبلك بالعمل معنا".
رحل "المدير"، وبقي طارق مع ليونيل والمهندس. أخبرهما أنه عندما عاد من أثينا إلى بيروت، فوجئ بأن شركة ألفا تتجه للتعاقد مع شركة سيمنز التي قدّمت عرض أسعار أدنى من أسعار شركة ألكاتيل.
وقال طارق للرجلين إنه واجه مديره، فيليكس واس، طالباً الكشف على أجهزة "سيمنز" لمعرفة مدّة فعاليتها وقدرتها على تلبية حاجات الشركة. شدّد ليونيل والمهندس على طارق ألّا يقوم بأي عمل يجعله في حالة صدام مع إدارة شركة "ألفا"، وأن ينفذ كل ما يُطلب منه، قبل أن يعطيه ليونيل 10 آلاف دولار.
التقيا بعد شهرين في تايلاند، ثم في ألمانيا. كانا يتحدثان عن أوضاع الشركة وتفاصيل عمله. وفي كل لقاء، كان ليونيل يذكّره بضرورة إبقاء علاقته ممتازة بإدارة الشركة. وفي ألمانيا، علم ليونيل بحصول خلاف بين طارق ومديره، فوجّه له لوماً شديداً.
بقيت اللقاءات بينهما تحصل كل شهرين، يتخللها إفراغ ما فيه جعبته عن الشركة وأوضاعها. وفي كل لقاء، كان طارق يحصل على مبلغ لا يقل عن 8000 دولار أميركي.
في شباط 2006، التقيا في تشيكيا. أبلغ طارق مشغّله أن الصفقة ألغيت مع شركة "سيمنز"، وأن الشركة قررت نهائياً الاتفاق مع "ألكاتيل". نال عشرة آلاف دولار، وعاد إلى بيروت بعدما قدم شرحاً تفصيلياً عن معدات وأنظمة معتمدة داخل ألفا. بعد شهرين (أيار 2006)، حطّ طارق رحاله في باريس.
الغلة هذه المرة 12 ألف دولار أميركي، يقابلها شرح مفصّل عن بنية "العمود الفقري" لشركة ألفا، وخريطة تفصيلية للمحطات وكل المعلومات المتوافرة عنها. التوجيهات ذاتها: ابتعد عن أي خلاف مع الإدارة، وأبلغنا كل جديد يتوافر لديك.
خلال حرب تموز (يوليو) 2006، يقول طارق في محضر التحقيق معه، اتصل به ليونيل، ولم يطلب منه سوى التردّد إلى الشركة، لكي "لا تظن الإدارة أنك غير مهتم". نفّذ طارق ما طُلِب منه، فقصد الشركة منتصف الحرب، "لكنني لم أجد أحداً تقريباً، فلم أعد إليها إلا بعدما وضعت الحرب أوزارها".
استمرت اللقاءات بوتيرة لقاء واحد كل شهرين. وفي كل مرة دولة جديدة وتبديل فنادق وسيارات. معلومات تقابلها عشرة آلاف دولار أو أكثر. بعد حرب تموز، لم يكن ليونيل مرتاحاً. يصفه طارق بأنه كان متشدداً جداً، وحذراً إلى أقصى الحدود. سأله عن وضع الشركة بعد الحرب، فرد طارق متحدثاً عن الأضرار التي لحقت بالشبكة، فسأله ليونيل بالتفصيل عن المواقع التي تعرّضت للقصف.
وكان اللافت في هذا الاجتماع أن المشغل طلب من طارق تزويده برقم تسجيل سيارته التي يستخدمها في لبنان، ففعل ذلك.
وفي لقاء لاحق، طلب من طارق أسماء كل الموظفين العاملين في الشركة، والمعلومات المتوافرة كلها عنهم. حصل عليها طارق بعد عودته إلى بيروت، ووضعها على شريحة (USB) سلّمه إياها في اللقاء التالي.
كان يخبرهم عما يجري داخل "ألفا" لحظة بلحظة (أرشيف)عام 2007، بدأ طارق بوضع دراسة لتوسيع شبكة "ألفا". وضع مخططاً تفصيلياً حمله معه إلى ليونيل في لقائهما في هنغاريا. أخذ مبلغ 12 ألف دولار وجهاز هاتف مع شريحة فرنسية. عاد طارق إلى بيروت، وقدم دراسة للشركة عن توزيع أعمدة الشبكة في الجنوب. رسم خطاً يصل بين دردغيا وصفاريه وعبيه. أجرى مناقصة رست هذه المرّة أيضاً على "ألكاتيل". قبل نهاية عام 2007، التقى مشغّليه في تايوان. عقد أكثر من جلسة عمل مع ليونيل والمهندس. زوّدهما بالتفاصيل التقنية للمشروع الجديد. وقبل العودة إلى لبنان، حظي بثلاثة عشر ألف دولار، وأرجع الهاتف إلى ليونيل، طالباً حصر التواصل بالإنترنت لأنه أكثر أمناً.
كان طارق يسلّم دفاتر شروط المناقصات لمشغّليه. وبعد تنفيذ أي مشروع، يحيطهم علماً بالتفاصيل التقنية للتجهيزات الجديدة. وفي كل مرة، يطرحون عليه أسئلة عن معدات وتجهيزات أو أقسام في الشركة.
بعد اليونان والنمسا، كان الموعد في كانون الثاني 2009 في تركيا. ومع ليونيل حضر مهندس جديد يستخدم اسم "كولين". سأل الأخير طارق عن تفاصيل تتصل بأنظمة تشغيل الشركة. أخبره طارق عن مناقصة لتركيب أجهزة جديدة في الجنوب، وأن أمام الشركة خيارين: إما اللجوء إلى شركة "ألكاتيل" وإما الحصول على التجهيزات من شركة هواوي الصينية. شدد ليونيل على ضرورة رفض عرض الشركة الصينية، وإبقاء المعدات الموجودة في الجنوب على قدمها، وبالتجديد، معدات "ألكاتيل". وتمّ للإسرائيليين ما أرادوه، إذ بقيت محطات الجنوب مجهّزة من شركة
"ألكاتيل" التي زوّدت "ألفا" بمعدات لعشرات المواقع في بيروت وضواحيها.
وخلال أحد اللقاءات التي جمعتهما، شدّد ليونيل على ضرورة إبقاء شبكة الجنوب من دون إضافة أنظمة حماية إليها، لكي "تبقى لدينا القدرة على التنصّت".
ردّ طارق بالقول إن حزب الله لا يستخدم الشبكة الخلوية ولا الشبكة الثابتة، وأن لديه شبكته الخاصة، فردّ ليونيل بالقول: لدينا جنود منتشرون في الجنوب، ونريد حمايتهم.
استمر الوضع على ما هو عليه، ولم تتأثر وتيرة العمل بين طارق ومشغّليه بعمليات توقيف العملاء التي بدأ الكشف عنها قبل نهاية عام 2008. فقد استمر طارق بالسفر، وبتزويد مشغّليه كل المعلومات المتوافرة لديه. كان كل ما يعرفه عن شبكة الخلوي في لبنان يُنقل إليهم. في أيار 2009 طلبوا منه تركيب محطة في مار تقلا، ولمّا فشل في تركيب "العمود الفقري" في المكان الذي حدّدوه، أصرّوا على معرفة الأسباب. ولم يصدّقوا كل ما قاله. وفي لقاءات لاحقة، أخضعوه لأكثر من اختبار لكشف الكذب، ثم أبلغوه أنه لم ينجح في أي منها. لكنّ فشله لم يغيّر من واقع الحال شيئاً. استمرت العلاقة على المنوال ذاته، حتى نيسان (ابريل) 2010. اتصل ليونيل بطارق طالباً اللقاء به، فأخبره طارق أنه سيسافر إلى مدينة فرانكفورت الألمانية. حجز في فندق هناك، وأخبر ليونيل بالعنوان. أحضر الأخير معه مهندساً جديداً. طلب المهندس من طارق البحث عن عمود إرسال يمكن وصله بموقع ضهر البيدر - بيروت، بهدف استعماله للتنصّت على المكالمات في البقاع. "وإذا نفذتَ هذا المشروع، فستحصل على مئة ألف دولار". ردّ طارق بأن الأمر صعب، لكنه سيبذل ما في وسعه لتنفيذه. في اليوم التالي، التقى ليونيل وحيداً. أخبره الأخير بأنه سيتقاعد، وبأن شخصاً آخر سيتواصل معه عبر الإنترنت. أعطاه 20 ألف دولار، وودّعه للمرة الأخيرة، على أمل أن يستمر بالتواصل مع خلفه.
عاد إلى بيروت، فأوقفت استخبارات الجيش زميله شربل قزي بشبهة التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية. تملّكه الرعب، فأتلف الأجهزة المسلّمة إليه من ليونيل. وبعد 18 يوماً، أوقف طارق الربعة. قبل ذلك، يقول طارق في محضر التحقيق معه إنه شك في أن مشغليه ليسوا من حلف شمالي الأطلسي، بل من الـ"موساد" الإسرائيلي. بحث عن أسمائهم على الإنترنت، فلم يجد أيّاً منهم. لكن هذه الشكوك لم تدفعه إلى قطع علاقته. يوم 12 تموز (يوليو) 2010، انقطعت إلى غير رجعة.
فايز سليمان
فايز سليمان
Admin

عدد المساهمات : 446
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 20/11/2009
العمر : 72

https://almrikheon.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى